قال رئيس مجلس النواب ، رشيد الطالبي العلمي ، الإثنين بالرباط ، إن المجلس الأول حرص ، خلال الدورة الثانية للسنة التشريعية 2022-2023 ، على تكييف محتوى عمله مع السياقات الوطنية والدولية وتوقعات المجتمع المغربي ، بما يجسد فكرة البرلمان التفاعلي.
وأشار طالب العلمي ، بمناسبة اختتام هذه الدورة التشريعية ، إلى أن كافة مكونات مجلس النواب ، المعارضة والأغلبية مجتمعة ، سعت إلى ممارسة صلاحياتها الدستورية مع الاحترام الكامل لأحكام الدستور والنظام الداخلي للمجلس الأول ، ووفقًا للمواعيد الدستورية والمؤسسية ، وذلك بمناسبة اختتام هذه الدورة التشريعية.
وعلى صعيد التشريع ، أشار إلى أن مجلس النواب قد تبنى 8 مشاريع قوانين تأسيسية لتأطير التغطية الطبية وحوكمة القطاع الصحي ، لتزويده بالمؤسسات والموارد البشرية القادرة على تعزيز تطويره والارتقاء بخدماته ، وكذلك مأسسة البحث العلمي في مجال الصحة ، بهدف ترسيخ أسس الدولة الاجتماعية.
وتابع طالبي العلمي أن الغرفة الأولى تبنت عددًا من مشاريع القوانين التي تم بموجبها الموافقة على اتفاقيات دولية ثنائية ومتعددة الأطراف ، مؤكدة أن هذه الاتفاقيات تمثل جزءًا مهمًا من النتائج التشريعية لدورة أبريل 2023 وتعكس مكانة المملكة على المستوى الدولي والقاري والإقليمي ، فضلًا عن مكانتها كشريك دولي ملتزم وذي مصداقية ومنفتح على شراكات متنوعة.
كما أشار رئيس مجلس النواب إلى أن الأخير اعتمد نصوص تشريعية أخرى ، تأسيسية وتعديل ، تغطي مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، مشيرا إلى أن هذه النصوص وصلت إلى عدد 34 ، مع الإصرار على ضرورة ضمان تطبيق القوانين ، وإثبات أثرها وتقييم آثارها على المجتمع.
وفيما يتعلق بالرقابة على العمل الحكومي ، قال طالب العلمي ، إن الجلسات الثلاث التي أجاب خلالها رئيس الحكومة على أسئلة أعضاء المجلس ، وفقا لأحكام المادة 100 من الدستور ، كانت مخصصة للسياسات العامة الحالية مثل السيادة الغذائية والتعليم العالي والاستثمار ، فضلا عن تسريع وتحسين تمكين المرأة المغربية.
وأكد أن الجلسات العامة الأسبوعية للأسئلة الشفوية تناولت القضايا المتعلقة بالمياه ، ووضع الزراعة المغربية في سياق الجفاف وعواقب تغير المناخ على الوضع المناخي والزراعة الوطنية ، ونقاط مهمة أثيرت بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، مضيفا بهذا المعنى أنه تمت مناقشة 340 سؤالا من أصل 855 سؤالا ، أي 40٪ من الأسئلة المجدولة.
أما بالنسبة للأسئلة المكتوبة التي تشكل وسيلة لاستجواب أعضاء الحكومة حول مسائل جهوية ومحلية لا تقل أهمية عن أسئلة السياسات القطاعية ، أشار طالبي العلمي إلى أنها وصلت إلى عدد 2700. وتم طرحها بمبادرة من أعضاء مجلس النواب لنية الحكومة التي قدمت 1331 إجابة ، مما يعكس تفاعلاً مؤسسياً بنسبة 50٪.
وبهذه المناسبة لم يغفل عن ملاحظة أن الإجراءات الرقابية قد تمت من قبل اللجان البرلمانية الدائمة من خلال تقديم العروض والاستماع إلى إيضاحات أعضاء الحكومة ورؤساء المؤسسات العامة حول الموضوعات الجارية ، مشيرا إلى أن هذه النقاشات تتم بناء على طلبات أعضاء الفريق والكتلة البرلمانية ، منها 63 طلبا تتعلق بدراسة 51 سؤالا من قبل اللجان البرلمانية الدائمة.
من جهة أخرى ، أشار إلى أن الغرفة أجازت خلال هذه الدورة التشريعية بعثتين استطلاعيتين ، معتبرا أن التوجه نحو ضبط عمل الحكومة من جانب اللجان النيابية يعكس حرص مجلس النواب على مواكبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، ووضع اهتمامات الفئات والقطاعات المختلفة في قلب النقاش المؤسسي.
ولفت طالب العلمي إلى أن الغرفة تقوم حاليا بتقييم تنفيذ القانون رقم 103-13 المتعلق بمكافحة العنف ضد المرأة ، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها المؤسسة التشريعية قانونا نافذا للتقييم من أجل إظهار أثره في الحد من هذه الظاهرة والآثار السلبية المترتبة عليها.
وفي مجال الدبلوماسية البرلمانية والعلاقات الخارجية ، أوضح أن مجلس النواب استمر في حضوره النشط والمؤثر في المحافل البرلمانية الدولية والقارية والإقليمية متعددة الأطراف ، لترسيخ نهجه الاستباقي والمبتكر في التعامل مع الأزمات والقضايا التي تمس العلاقات الدولية.
وأشار في هذا الصدد إلى المؤتمر البرلماني حول حوار الأديان الذي نظمه برلمان المغرب والاتحاد البرلماني الدولي والمؤسسات الدينية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين في مراكش حول موضوع “الحوار بين الأديان: التعاون من أجل مستقبلنا المشترك” ، مضيفا أن هذا المؤتمر تميز بالرسالة الملكية التي ستبقى “كمرجعية تاريخية غنية للعلاقات بين الشعوب ووثيقة مرجعية دولية.
من جهة أخرى ، أعرب الطالبي العلمي عن حرص الغرفة على إبقاء القضايا المتعلقة بالقارة الأفريقية على أجندة الدبلوماسية البرلمانية المغربية ، من خلال الترافع لصالح القضايا الأفريقية في المنتديات البرلمانية متعددة الأطراف ، مشيرا إلى الندوة التي نظمتها الغرفة حول “التعاون البرلماني الأفريقي في مواجهة التحديات الراهنة” ، والتي حضرها رؤساء لجان الشؤون الخارجية في البرلمانات الوطنية الأفريقية.