يعاني حوض تغبالت ذو المناخ الصحراوي الجاف من خطر التصحر الذي يلتهم مساحات واسعة من الأراضي الخصبة والصالحة للزراعة.
ويفيد تقرير دولي صدر من مكتب برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن ظاهرة التصحر تهدد مائة وعشرة دولة في العالم، بما فيه المغرب عامة والجنوب الشرقي خاصة والذي تنتمي اليه منطقة تغبالت.
تغبالت التي كانت في الزمن القريب يضرب بها المثل في خصوبة اراضيها وجودة منتوجاتها الزراعية ,اذ يخترقها واد يسمى وادي “صاغرو” الذي هو أيضا كان يصنف بين الوديان الدائمة الجريان على الصعيد الجهوي الى جانب واد “درعة” و واد” غريس” ولكن شاءت الاقدار ان تنقلب الاحوال من حال الى حال ان تتحول كل هذه النعم الى النقم , بعدما كان هذا الوادي الممول الرسمي للفرشة المائية للمنطقة و المليء بالأسماك والضفادع والنباتات والاشجار .ولكن الان حكم عليه الدهر والمناخ الغدار ان يكون يابسا ومطرحا للأزبال وحفاضات الأطفال واصبح كابوسا لكل من جاور هذا الوادي من الروائح الكريهة ومرتعا للكلاب الضالة .
وقد اكتسح التصحر حوالي % 95من أراضي تغبالت، منها حوالي 90% من وسطها اي المناطق التي تسمى لذى السكان المحليين ب ” تامكانت” “توحياحين” ” ايت اشوا ” “ايت حدو” ” ايت اسفول ” ” حيارا ” “اغيز نوماس” ” الموتن=المو” “خليفة” ” خرظي” ” موماريغ ” ” افرط ” ” براغوا”.
وتشير عدد من التقارير إلى أن الجنوب الشرقي يفقد كل عام كيلومترات من الأراضي الزراعية نتيجة للتصحر المستمر، بينما تتعرض تغبالت لعمليات التصحرهي ايضا نتيجة لعوامل طبيعية أو بشرية أو كليهما معاً.. ومن الأمثلة أن حوض تغبالت الوسطى تتعرض للتدمير والتصحر وزحف الرمال بمعدلات كبيرة تحت صمت المسؤولين والجهات المعنية.. وقد ذكر بعض السكان المحليين بشهدات شفاهية أنه منذ 1987/88م تآكلت مساحات شاسعة من الاراضي نتيجة عوامل التعرية والاستغلال المفرط والغير المعقلن للفرشات المائية الباطنية, اضافة الى قطع الأشجار بصورة جائرة،.. وطبقاً للمسح الذي يعد شاملاً حتى ذلك التاريخ، فإن المساحة التي تغطيها اشجار النخيل منذ القدم في حوض تغبالت قد انكمش إلى أقل من بضع عشرات الاشجار نكاد نقول انها منعدمة ، بعد أن كانت هذه المنطقة من بين مصدري التمور والخضروات على الصعيد الجهوي.
إن التصحر من أخطر المشكلات البيئية التي تواجه تغبالت ، وخاصة الفلاح التقليدي المعاشي. وتعاني من تردي نوعية مياه الشرب وتدهور الزراعة فيها.
وتشمل ظاهرة التصحر في تغبالت جوانب متعددة أهمها الانجراف المائي في واد “صاغرو ” الذي يساهم بشكل خطير في انجراف التربة الخصبة خاصة في منطقة “توحياحين” و” تلاكلو” ” وتغنبوت” ” وملغزلان” والذي يأتي على الحقول الزراعية واشجار النخيل.. كما ان الأمور المتعلقة بطبيعة المناخ الجاف السائد في المنطقة أدى بشكل رئيسي إلى زيادة التصحر بسبب الجفاف الذي يستمر لعدة سنوات.
أما عن جهود الجهات المعنية في مكافحة التصحر فهي شبه منعدمة اللهم بعض المشاريع المنجزة والمبرمجة في منطقة “افرط” و ” برغوا” ” ايت ايشو” ” ايت حدوا ” وذلك ببناء قنوات السقي وربط الاودية بأراضي البور, ولا ننسى السد التلي الذي يوجد في طور الانجاز حاليا على واد “صاغرو”.. ونتمنى من المسؤولين والمعنيين باخد هذه الظاهرة بعين الاعتبار وذلك بإعداد استراتيجية محلية للحد من التصحر.
ولاشك ان الحكومة قد أدركت مخاطر التصحر وزحف الرمال وتدهور خصوبة التربة واختلال التوازن البيئي، مما جعلها ستقوم بخطوات جيدة في هذا المجال، وخاصة في منطقة زاكورة راجيا من الله ان تنال تغبالت حضها من الاهتمام ان كان لدينا منخبين؟؟؟.
والأمل كبير في أن تقوم جميع الجهات المعنية بالعمل الفوري والمنظم من أجل مواجهة التصحر بالعمل البحثي والخطوات العملية، والنوعية المستمرة لكسب المعركة ضد التصحر المدمر للبيئة والإنسان التغبلتي.